JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

قصه سنجار سلطان آخر السلاجقة العظام


 سنجار سلطان آخر السلاجقة العظام.

اسمه وكنيته

كنيته أبو الحارث [1]. وذكر بعض المؤرخين بان اسمه العربي: أحمد بن الحسن بن محمد بن داود [2] ، وأورد المؤرخ أبو الفداء بان اسم سنجر يلفظ في لسان الترك "صنجر" ومعناه يطعن [3] ، أما معنى اسم سنجر في الفارسية فيعني الطير الجارح [4] . في حين يُذكر بعضهم سمي سنجر نسبة إلى سنجار التي ولد فيها [5].
مولده
اختلفوا في سنة ولادته ، فقد ذكر بعضهم البعض بأن ولادته كانت في الخامس من شهر رجب سنة 479 هــ [6]. ، مولده في المرحلة الثالثة من شهر رجب سنة 477 هـ [7] ، كذلك البنداري بذكر تاريخًا مغايرًا لما تقوله مزيد من المعلومات عن مولده هو 25 رجب سنة 471 هـ [8]. المؤرخ في 25 يوم من هذا التاريخ يصادق في تكوين الخلايا. واتفقت أغلب المصادر على غزو بلاد الروم [9] ، إذ ولد هناك حين كان السلطان ملكشاه.
نسبه
هو السلطان السادس في السلالة السلجوقية أبو الحارث سنجر بن ملكشاه ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق [10]. وأمه أم ولد هي السيدة تاج الدين خاتون السفرية جارية السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان وكانت سيدة فاضلة صالحة متدينة متصدقة وكثيرًا كانت ترسل إلى طريق مكة وهي محملة بالصدقات توزيعها على الحجاج في موسم الحج [11] ، وقد عُرّضت للأسر خلال الحرب التي تم استئنافها بين أبناء ملكشاه حول العرش إذها أسرها بركياروق وافتداها سنجر بما لديه من أسرى وفك أسرها [12].
ألقابه
تلقب السلطان سنجر بالسلطان الأعظم والأعظم هو الله [13] ، فالسلطان سنجر تلقب بألقاب عدة منها "الملك المظفر ناصر الدين" لأول مرة عندما تولى الإمارة على خراسان سنة 490 هـ / 1096 م [14] ، كاسط نفوذه على بلاد ما وراء النهر لقب "بملك المشرق "[15] ، وظل يلقب بالملك المظفر طوال حكم السلطان محمد [16] ، كاس جلس السلطان سنجر على عرش السلطنة لقب نفسه" بالسلطان الأعظم معززة والدنيا "[17] ، وهو لقب كان قد تلقب به والده السلطان ملكشاه.
وتستمد ألقاب السلا عادة شرعيتها إذا ما صدر عن الخليفة العباسي ، وهي دلت على شيء إنما تدل على سلطة الخليفة الشرعية على الأقاليم العباسية [18] ففي سنة 514 هـ / 1119 م خطب للسلطان سنجر بعد الخليفة والذي لقبه بلقب شاهنشاه [19] ومن ومن الألقاب الأخرى التي توجد عليها خدمات لقب الدولة [20]. وأطلق على السلطان سنجر لقب "ذي القرنين" من لدن شعرائه بعد استيلائه على غزنة سنة 511 هـ / 117 م وهو لقب مدى اتساع نفوذه [21].
زواجه
تزوج السلطان سنجر من السيدة تركان خاتون بنت أرسلان خان صاحب سمرقند ولم تشر إلى زوجة أخرى للسلطان [22] ، وقد صاحبت تركان خاتون زوجها في جميع أسفاره وحروبه ، فعُرِّضت مرتين الأولى عندما خسر السلطان قطوان سنة 536 هـ / 1141 م أمام القره خطائيين فافتداها بخمسمائة ألف دينار [23]. أما في المرة الثانية فقد أسرت مع السلطان سنجر سنة 548 هـ / 1153 م وكان السلطان سنجر طول حقبة أسره لم يفكر بالهرب من أسره وفاءً لزوجته التي مكثت في أسرها ثلاث سنين حتى توفيت هناك سنة 551 هـ [24].
أولاد السلطان سنجر
وقد أجبر على ذلك سنة 536/1142 لكننا لم نقف له على أثرا قبل هذا التأريخ [25] ، ونلمس ذلك من ولاية العهد فنراه يولي أبناء أخيه ولاية عهده ، ولى السلطان وليا ونائبا له في حكم العراق سنة 513 هـ / 1118 م [26] ، ولما حضر السلطان سنجر الموت استخلف على خراسان ابن أخته محمود بن محمد بن بغراخان [27] ، مما يدل على عدم وجود أبناء لسلطان سنجر ليوليهم سلطنة السلاجقة في خراسان بعده ، في حين المصادر إلى وجود بنات للسلطان إذ تزوج السلطان محمود بن محمد من "ماه ملك خاتون" ابنة سنجر بعد معركة ساوه سنة 513 هـ / 1118 م [28]. وكذلك تزوج الخليفة العباسي المسترشد بالله (512 هـ- 529 هـ) من ابنة سنجر [29] ، سنة 518 هـ / 1124 م وبنى لها دارا مثمنة على حافة نهر دجلة [30].
أخوته
يأتي تسلسل السلطان سنجر العائلي أخوته الثالث للسلطان ملكشاه [31] ، بعد أخيه السلطان ملكشاه زبيدة خاتون [32] ، ومحمد أخيه الشقيق وأمهما واحدة هي تاج السفرية وله شقيقة هي خاتون بنت ملكشاه [33] ، وللسلطان سنجر أخ ثالث هو محمود بن ملكشاه من زوجته تركان خاتون [34].
صفاته
وصف الحسيني السلطان سنجر الجسم: "رجل اسمر ، عظيم ، و جهير الصوت ، به أثر للجدري ، على الجسم ، و الجسم ، و 52 ٪" [35]. وقد سجل إصابة السلطان سنجر بالجدري في صباه [36] ، إذ ذكر أن الشاعر والحكيم عمر الخيام [**] كان قد اشرف على أثناء أثناء أصابته بالجدري عند ما كان سنجر صبيًا وسمعه -أي سنجر- يومًا يقول لوزير والده عندما سأل عمر الخيام عن حالته رد: "الصبي مخوف" ، فاغتم سنجر للأمر وحزن حزنًا شديدًا شديدًا ، ويظلمر الكراهية للشاعر عمر الخيام طوال حياته [37].
شخصية السلطان سنجر
اتسمت سيرة السلطان سنجر بخصائص أخلاقية عالية تركت أثرا واضحا على مسيرته في قيادة الدولة السلجوقية بشكل عام ، ويمكننا أن نوجزها بالشكل الأتي:
أولًا: ثقافته
على الرغم من ذلك ، فإن موضوع الثقافة والأدب رغم ما أشيع عنه في مجال الثقافة والقراءة والكتاب [38] ، فقد شجع سنجرراء الشعراء والكتاب عد حتى عصره من العصور المهمة في تاريخ الأدب الفارسي [39] ، لما كان من مكاتب الدعم للشعراء والكتاب وإثابته حتى استخدموا في معاركه ضد خصومه [40].
ثانيًا: شجاعته
دللت الوقائع التاريخية والمعارك التي خاضها السلطان سنجر منذ بدء تسلمه إمارة خراسان سنة 490 هـ / 1097 م ، على أنه يمتاز بشجاعة وهمة عالية مَكَّنَتاهُ من قيادة دولته المترامية الأطراف ، فقد أدار دفة فيها لمدة سنة على أن من صغر سنه حين توليه إمارة خراسان إذ لم يتجاوز عمره أحد عشر سنة ، وهي حقبة طويلة لم يتسن لغيره من السلاطين والملوك أن 2014 في عرش السلطنة سنحت له الظروف [41] ، وقد وصفه اليزدي قائلًا [42]: "جلس على مسند العز والرفعة منذ سن النشوء والنمو إلى عنوان عهد الصبا .. وقد أطاعه جبابرة العجم وأكاسرة العالم ، ودانوا بالطاعة والولاء ".
وعله مواقف في الشجاعة والثبات كثيرة ، وقد عُبِّر عنها في معركة قطوان قرب سمرقند التي خاضها مع القرة خطائين سنة 536 هـ / 1142 م: "وانهزم عسكر السلطان سنجر ، وبقي هو واقفا في عدد قليل تحت الجتر -أي الراية" [43] ، كما وصفه خلكان قائلًا: "كان من أعظم الملوك همة" [44]. ومن مواقفه الشجاعة أنه يتحدى الموت عند خوضه المعارك الضارية وعد الموت حقيقة واقعة منه يقول: "ومن يئس من حياته لا يفكر في العواقب ، ربما ينال الظفر يدفع عن نفسه" [45].
ثالثًا: كرمه
فضلا عن الشجاعة التي تميزت بها شخصية سنجر ، فقد اتصف بالعطاء والجود والكرم إذ أورد الحسيني يقول: "ذكر عنه ظهير الدين الخازن أن السلطان سنجر بلغ ما أطلقه في خمسة أيام من العين سبعمائة ألف دينار ، ومنوب الأطلس الأحمر ألف ، غير الخيل والخلع "[46]. واجتمعت في خزائنه ألف وثلاثون رطلًا من الجواهر وفرق يومًا ألف ثوب من الديباج الأطلس على أمرائه حتى لا يقال انه مال إلى المال [47].
لم يذكر اسمه: "أما بالنسبة إلى مالك؟ أما تحمد الله تعالى على ما أعطاك وأنعم عليك؟ فحمد الله تعالى ، ثم قال ، يقبحلي أن يقال مال إلى المال "[48]. وقد لامه الكثير من خواصه وعاتبوه على الإسراف بالأموال فقال: "أما رأيتموني أفتح إقليمًا يشتمل على أضعاف ما وهبته من المال ، وأهبه بكلمة واحدة لمن أراه قبل السؤال" [49].
رابعًا: عفوه عن خصومه
على سبيل المثال ، الحزم والشدة التي اتسمت بهما شخصية السلطان سنجر إلا حملها تعد تعد مأخذا وتشكل ثغرة في شخصيته العسكرية ، فقد كان في الصفح عن الصفات التي لازمت السلطان طول حياته [50]. ربما يتكرر هذا الصفح لأكثر من مرة. وثالث العفو الذي أصدره إصداره بحق سلطان غزنة بهرام شاه سنة 530 هـ / 1136 م وذلك بسبب حملة مشكلة ، واجهت السلطان وجيشه الصعوبات ، لكن السلطان عفا عنه ورده إلى كرسي الحكم [51].
أما العفو الذي لإقامة عليه خوارزمشاه اتسز صاحب إقليم خوارزم بعد كل تمرد يقوم به أمام سنجر أمر جدير بالإشارة لتكراره ، فالأول بعد هجومه علىارى سنة 534 هـ / 1140 وأسر حاكمها وهدم قلعتها ، وعلى هذا ، وعلى سبيل المثال ، بدأ خوارزمشاه وإعلان خضوعه سنة 535 هـ / 1141 مطلب استعطافه وعفوه في رسالة بعث بها للسلطان سنجر فأشفق عليه وعفا عنه [52].
واستغل خوارزمشاه هذه الصفة في شخصية سنجر فأخذ في الصفح والعفو حتى جار الزمان على سنجر وانكسر أمام قبائل الخطا التركية ، وانتهز الفرصة وهاجم خراسان ونهب مرو وخزائنها [53] ، ولما حاصر السلطان سنجر خوارزم ريزم خوارزمشاه اتسز قد لا تمكنه على مواجهته فأرسل للسلطان يطلب العفو عما بدر منه ويعيد ما نهبه من خزائن السلطان وأجابه السلطان على مطلبه وانعقد بينهما الصلح [54]. والصفح الذي أصدره السلطان سنجر لخوارزمشاه سنة 542 هـ / 1147 م بعد محاولة خوارزمشاه اغتيال السلطان سنجر ، ولما جرد السلطان حملة عسكرية إلى إقليم خوارزم وحاصر قلعتها ، اضطر خوارزمشاه اتسز طلب العفو من سنجر بعد أن أرسل أحد الزهاد يستعطفه ويطمع في عفوه فأش عليه وسبق عفو السلطان سيفه [55].
نقش خاتمه
وفاة السلطان سنجر
في الرابع عشر من شهر ربيع الأول سنة 552 هـ / 1157 م توفي السلطان سنجر بن ملكشاه [58] ، عن عمر دام اثنتين وسبعين سنة وثمانية أشهر وعشرة أيام [59] ، بعد أن أصابه القول والإسهال [60].
ودفن السلطان سنجر في مروجة عاصمة ملكه ، في داخلها عطلاً عطلاً في حياته ، وهي عبارة عن مربع كبير ، وتوجت حيطانه الأربعة بأروقة ، وهي عبارة عن مربع كبير ، وزينت الحيطان الداخلي بكتابات وزخرفة بارزة بن من الزهور [62].
دامت حقبة حكم السلطان سنجر اثنتين وستين سنة ، قضى اثنتين وعشرين منها ملكًا على خراسان ، وأربعين منها سلطانا على السلاجقة [63]. وخطب له على أكثر منابر الإسلام بالسلطنة ما يقارب من أربعين سنة [64]. وانقطع بموته استبداد الملوك السلجوقية بخراسان [65].
ولما وصل خبر وفاته إلى بغداد قطعت عنه الخطبة ، ولم يجلس له أحدٌ في العزاء [66] ، مما يدل على أفول نجم السلاج وذهاب هيبتهم وانهيار قوتهم وعودة الهيبة والقوة للخلافة العباسية في زمن الخليفة المقتفي بأمر الله ، وأن الخلفاء المسترشد في مناهضة السلاسية السلاجقة لم تذهب سدى بل أتت ثمارها.

٢١
٣ مشاركات
أعجبني
تعليق
مشاركة
الاسمبريد إلكترونيرسالة